السيرة الذاتية للخطيب الاستاذ/
عبدالمطلوب عبدالمنعم الهاجوج
((باسمه تعالى))
تمهيد :
لاشك أن الخطباء الحسينين لا يزالون الأساس في إصلاح المجتمع ونشر الوعي الفكري والثقافي فهم يختصون بذكر مصائب أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام ) في المآتم الحسينية و المراكز الدينية، ويبدأون بذكر الأشعار التي تختص برثاء أبي عبدالله الحسين (عليه السلام) وأهل بيته، وبالأخص الوقائع الذي جرت في ثورة أبي عبدالله الحسين (عليه السلام) وبعد البدء بالرثاء يحدثون الناس بمختلف المواضيع التربوية والأخلاقية والدينية والثقافية والتي هدفها نشر الوعي الديني وغرس القيم والمثل والمبادي الإسلامية العالية في النفوس ، والمترجم له من هؤلاء الخطباء الكبار البارزين المتعددي المواهب صاحب الحنجرة الذهبية“ هكذا عُرف، ولا يمكن أن تسمع أسمه دون أن تذكر لطمية المشهورة :
طاح يا زينب عمدنا والمحامي والكفيل
البسي ثوب الكسيرة واستعدي للرحيل
وهذا ما صقل شخصيته وأصبح معروفا في أوساط المجتمع المدني وذاع صيته ونحن هنا سوف نتناول سيرته وحياته بشيء من التفصيل .
أسمه ونسبة :
هو الأستاذ عبد المطلوب بن عبد المنعم بن محمد علي بن حسن بن عتيق الهاجوج ولد في المدينة المنورة يوم عيد الغدير في الثامن عشر من ذي الحجة عام 1374 هـ من سكان الحرة الشرقية ، نشأ وترعرع في أسرة محافظة ومتكاتفة فهنئ بحياة أسرية هادئة فهوه حفيد العالم الجليل الشيخ محمد علي الهاجوج (1) والذي يعتبر من ألمع الوجوه العلمية بالمدينة
……………………………………………………….
1ـــ أحد علماء المدينة المنورة من النخليين في أوائل القرن الرابع عشر الهجري درس في الحوزة العلمية في النجف الأشرف زامل السيد محسن الأمين رحمهما الله ذكره السيد محسن الأمين في موسوعته أعيان الشيعة في المجلد العاشر الجزء الثاني والخمسين وزاره في داره والتقى بوالد الشيخ ووصفة بما يليق بمقامه .
والده :
سماحة الشيخ عبد المنعم الهاجوج ولد في مدينة النجف الأشرف بالعراق سنة 1318هـــ من أم عراقية من بيت قفطان إحدى قبائل العراق وله صلة قرابة بالشيخ الوائلي من ناحية الأم ومكث فيها ثمان سنوات بين أبويه دخل الكتاب في النجف ، وتتلمذ على يدي جده الحاج باقر قفطان ، جاء المدينة مع أبيه وأمه، وعمره ثمان سنوات وعندما وصل عمره عشر سنوات تتلمذ على يد والده الشيخ الأغر محمد علي الهاجوج .
تعليمه :
درس أبو محمد الأستاذ عبد المطلوب الهاجوج المرحلة الابتدائية في مدرسة الحسين بن علي ( عليه السلام ) في حي العوالي ثم انتقل إلى المرحلة المتوسطة ودرس في متوسطة عمر بن الخطاب ثم انتقل إلى معهد المعلمين ودرس سنتين وتخرج معلماً من المعهد .
حياته العملية :
حصل على شهادة الدبلوم في تخصص اللغة العربية من معهد المعلمين بالمدينة المنورة وتم تعينه في قريه من قرى المهد تسمى حاذه في مدرسة غرناطة وعمل بها قرابة أربع سنوات ونصف عمل سنه واحده تدريس وثلاث سنوات ونصف مديراً لتلك المدرسة ثم انتقل إلى المدينة في مدرسة إمام الحرمين ومنها إلى الكلية المتوسطة لأعداد المعلمين ثم عاد للتدريس في مدرسة عاصم بن ثابت وعمل بها قرابة ثمانية عشر سنه وطلب تقاعد مبكر بعد خدمة أستمرت مدة أثنين وعشرين سنة وسبعة أشهر وثلاثة أيام .
دراسة علوم أهل البيت :
درس عام 1405ه تقريبا علي يد أحد العلماء الفضلاء البارزين في المدينة ما يقارب ثلاث سنوات هو ومجموعة من المؤمنين قرابة أربعة أشخاص الفقه وبعض العقائد ثم التحق في الحوزة العليمة الزينبية في بلاد الشام عام 1419ه ودرس مدة وجيزة الفقه وبعض العقائد ثم عاد إلى المدينة ودرس على يد سماحة العلامة الشيخ عبد الهادي يوسف (قده ) وسماحة العلامة الشيخ حيدر منسي الفار ( قده ) ودرس أيضا فقه وعقائد على يد أحد السادة من طلاب العلم البارزين في المدينة .
قام بتدريس بعض النساء الفقه والأخلاق طيلة شهر رمضان المبارك في مجلس عمه عبدالرحمن الهاجوج وتخرج الكثيرات على يديه والبعض منهن واصلنا دراستهن وبلغنا مراحل متقدمة .
كرمه وسخاؤه :
إن السخاء ينم عن طيب القلب ويكشف عن الفضائل النفسية ويحكى عن رحمة الانسان ورأفته ومن الطبيعي انه انما يكون كذلك فيما اذا كان بذله بداعي الخير والمعروف لا بداعي السمعة والمديح والثناء وغير ذلك من الدواعي التي لا تمت إلى الاحسان بصلة حيث أن السخاء الحقيقي هو بذل الخير بداعي الخير وبذل الاحسان بداعي الاحسان وقد تجلت هذه الصفة الرفيعة بأجلى مظاهرها واسمى معانيها في أبي محمد حيث أنشاء مجالس السيدة فاطمة المعصومة وأحياء فيه عزاء أبي عبدالله الحسين عليه السلام من يوم واحد محرم إلى يوم الثالث عشر في الصباح يبدأ المجلس بعد صلاة الفجر وبقية الأيام بعد صلاة المغرب ويستمر المجلس إلى الثامن من شهر ربيع الأول .
المنبر :
بدأ مسيرته المنبرية وهو في سن الحادي عشر من عمره حيث حمله والده الشيخ عبد المنعم الهاجوج رحمة الله عليه ووضعه على المنبر في مجلس البقع ومن هنا كانت البداية فشرع بقراءة النعي لرثاء أهل البيت عليهم السلام، ونظراً لما يتمتع به من صوت حزين وقوي برز وعُرف على مستوى المجتمع المدني فأصبح من أشهر الخطباء المنبر الحسيني والوعظ الديني في المدينة المنورة ، كما أنه شاعر وأديب ، ومنشد ، كتب الشعر في السنة الثانية عشر من عمره ولكن يراه شعراً ركيكاً لا يملك مقومات الشعر مجرد محاولات ولما تخصص في اللغة العربية بدأ في كتابة الشعر المقفى ، والشعر العامودي ، والشعر النبطي ، وفي أغلب فنون الشعر له ديوان شعر قرابة سبع مئة قصيدة تحت الإنشاء لم يخرج إلى النور بعد في مدائح ومراثي أهل البيت وفي الغزل وله قصائد تقرأ في المجالس الحسينية، كما قلّدهُ وتأثر به الكثيرون من الخطباء بدأ الخطابة الحسينية في المدينة المنورة في مجلس البقع (1) وقدامه (2) فكان هو الخطيب في بعض ليالي عاشوراء وسائر المناسبات الدينية مستمراً في قراءة السيرة العاشورائية لمدة 40عاما له مجالس رسميه في أيام المحرم كمجلس المرحوم الشيخ مسلم حسن الصاوي الذي كان بوابة لانطلاق الموهبة والشهرة له ، ومجلس المرحوم منصور الزيلعي ، ومجلس أحد الأخوة من المواليد ، ومجلس أحد السادة من الأشراف ، وله مجالس متفرقة يقرأ فيها حيث قرأ عندنا في مجلس الوالد رحمة الله عليه مجلس المرحوم علي ناصر أبو ساق في ( الزرب ) حيث تقام في المجلس سنويا أربع من المناسبات تقام فيه ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ( عليه السلام ) ظهراً في السابع من شهر صفر وذكرى استشهاد الإمام علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) مساءاً في السابع عشر من شهر صفر ، وذكرى استشهاد الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام ) مساءاً في الخامس والعشرين من شهر رجب الأصب وفي شهر رمضان المبارك يعمل في ليلة أول خميس من الشهر وجبة إفطار صائم ووجبة عشاء ويقام مجلس ذكرى استشهاد أبي طالب عم النبي صل الله عليه وآله وسلم وشارك في مجالس متفرقة أخرى كما شارك في مآتم عدة ومناسبات دينية متعددة وكانت له مشاركات خارجية أيضا .
…………………………………………………
(1) مزرعة البقع : تقع في قبلة مزرعة جويب جانحة عنها إلى الغرب فيها مجلس حسيني صغير عبارة عن غرفتين مبنية بالحجر ومكمل البناء باللبن يقام فيه مناسبات أهل البيت عليهم السلام وبالخصوص يوم العاشر من المحرم حيث يبدأ الخطباء فيه من الصباح في قراءة المقاتل إلى أن يصل الخطيب إلى مقتل الطفل مقتل عبدالله الرضيع (عليه السلام ثم ) يتوقف الخطيب لأداء صلاة الظهر والعصر ثم يعاود الخطيب القراءة ويبدأ بقراءة مقتل أبي عبدالله الحسين ( عليه السلام ) حيث يتبادل أبو طلال وأبو ياسين قراءة المقتل وبعض الطميات وبعد انتهاء المجلس يشارك أبو محمد الأستاذ عبد المطلوب الهاجوج بكلمة وبعدها ينتهي المجلس وتناول طعام الغداء .
(2) مزرعة قدامة : تقع في قبلة مزرعة جويب جانحة عنها إلى الغرب ومزرعة جويب ومزرعة البقع ومزرعة قدامة متجاورات وفي قدامة مجلس مستطيل الشكل يقع في وسط المزرعة تحيط فيه المزرعة من جميع الجوانب يقام فيه مناسبات أهل البيت من يوم واحد محرم إلى يوم الثامن ويوم تاسوعاء ينتقل المجلس إلى مجلس جويب ويوم العاشر ينتقل المجلس إلى مزرعة البقع حيث يبدأ المجلس بعد صلاة الظهرين بقراءة القرآن الكريم بعد ذالك قراءة حديث الكساء ويطرح الدكتور العصاري بعض المسائل الشرعية المبتلى بها المكلف تم يصعد المنبر أبو ياسين ويتبادل القراءة مع شقيقه أبو طلال الشيخ طاهر وكان في السابق لا يوجد محاضرات نعي فقط وبعد ذالك أصبح يطرح الدكتور العصاري بعض المحاضرات الاجتماعية وبعد أن ذهب عدد من الطلبة للدراسة في الحوزات العلمية أصبح المحاضر سماحة السيد محمد حسين مبارك حيث قضى معهم سنوات طويلة في هذا المجلس ولازال إلى أن أنتقل المجلس إلى مجلس الحسين في منطقة مدسوس .
الخطابة :
تعلّم الخطابة تعليما ذاتيا، فكان يدأب على الاستماع للخطباء الكبار من خطباء الطائفة البارزين كما كان يستمع إلى شقيقة أبي طلال الشيخ طاهر الهاجوج وأبي ياسين الشيخ صالح الهاجوج ، ويستفيد من خلال الاستماع لهم.
امتاز بحفظ الأبيات الشعرية للخطباء لاسيما الطميات العراقية التي كان يحفظ طورها ويحاول تقليدها حتى اكتسب القدرة على كتابتها شعرا، وهذا أبرز ما يميز لطمياته التي يكتبها هوه لنفسه .
بدأ الخطابة الحسينية منذ صغره واشتهر صيته، شديد الولاء لأهل البيت في قراءته وكان والده الشيخ عبد المنعم رحمة الله عليه يقرأ في مجالس المدينة وأيضا إخوانه الشيخ طاهر والشيخ صالح ، فتعلم القراءة وحفظ أول بيت شعري:
نوحي عَلَى الْأَوْلَادِ يَا زُهْرَة الحزينه
فِي كربلا وَاحِـــــــدٍ وَاحِدٌ فِي الْمَدِينَةِ
وفي أحد المرات دخل على الشيخ العمري ، وكان في مجلس مهيب، فأدناه منه وأجلسه جنبه، وقال له أنه ناعي الحسين ( عليه السلام ) ورحب به، وكان المؤمنون من أتباع مذهب أهل البيت يأتون إلى الدورية في ليلة الأربعاء ،في المزرعة في الحرة ويجلسون، ويستمعون إلى قراءته.
ويؤمن بأن الإنسان يرتقي بالعلم بالإضافة إلى القراءة وحضور الندوات ومجالس العلماء.
يَفتَقِد الأستاذ المترجم له المجالس القديمة كمجلس البقع ومجلس قدامه ومجلس جويب (3) التي امتازت بحضور كبار السن أصحاب الدمعة والصرخة مما يضفي على المجلس رونقا خاصا وهيبة محفزة للخطيب ولدى الأستاذ ذكريات خاصة في هذه المجالس .
…………………………………………
(3) مزرعة جويب : من المزارع القديمة في المدينة في منطقة العوالي تقع في قبلة مزرعة الفقير مزرعة سيدنا سلمان الفارسي رضوان الله عليه يوجد بها مجلس حسيني تقام فيه بعض المناسبات الدينية من أفراح وأحزان وهي في الأصل ملك لبعض قبيلة المعاريف وبيعت وانتقلت ملكيتها إلى غيرهم .
الأستاذ وقراءة مقتل الحسين (ع )
قراءة المقتل وهي الطريقة الشجية التي يقرأ بها الخطباء الأحداث التي جرت على الإمام الحسين وأهل بيته يوم عاشوراء وما بعده في مسيرة السبي، ويتم قراءة المقتل يوم العاشر من المحرم ويوم العشرين من صفر وقت زيارة الأربعين للإمام الحسين ، وتعتبر قراءة المقتل إحدى مصاديق المنبر الحسيني ومن ضمن الشعائر الحسينية .وقد كان يقرأ كتاب مقتل الإمام الحسين عليه السلام برواية أبي مخنف لوط بن يحيى الأزدي، ولكن في الآونة الأخيرة عدلت قراءة هذا الكتاب إلى مقاتل أخرى وملخّصة أمثال كتاب السيد المقرم في مقتل الحسين عليه السلام وعبد الزهراء الكعبي .
اشتهر في قراءة المقتل على مستوى المدينة المنورة خطباء كالأستاذ المترجم له وظلت قراءته للمقاتل في أيام عاشوراء على مدى سنين .
مراثي أهل البيت :
أغلبية القصائد التي قرأها في رثاء أهل البيت (عليهم السلام ) كانت للملا عطية الجمري صاحب القصيدة المعروفة :
صـاب الـسّهم قـلبه وطاح مخضّب ابدمّه
يعالج بروحه على الثّرى ولاحد قرب يّمه
حــســيـن يـــــا خــويــه
ومن الشعراء الذين قرأ لهم في الرثاء الشاعر إبراهيم حسون الهنداوي صاحب القصيدة المشهورة :
الخيــل غــارت والخيم مقصودها
يوم الأخوة اليوم دون حدودها
وأيضا من أبرز الذين قرأ لهم الشريف الرضي صاحب القصيدة المشهورة :
كَـــــــربَلا لا زِلتِ كَــــــــرباً وَبَـلا
ما لَقي عِندَكِ آلُ المُصطَفى
ومن الشعراء الذين قرأ لهم أيضاً الشاعر مهدي الأموي الكربلائي صاحب القصيدة المشهورة :
(أحنه غير حسين ما عدنه وسيلة)
ومن الشعراء الذين قرأ لهم الشاعر الرادود عبد الرسول محيي الدين صاحب قصيدة :
يحســـــــــــيـن بضمــــــايـــــرنـه
صــــحنه بـــــيك آمـــــنّه
لا صيــحة عواطف هاي
لا دعـــــــوه ومجــرد رأي
هــــــــذي مــــــن مبـــــــادئنـه
صِــحـنـه بــك آمــــــــــنّـه
ومن أبرز القصائد التي كتبها المترجم له بالرثاء هي قصيدة :
آه ياشــــــــهر المحــــــرم شـــلي ســــويته أبهلي
سافروا عني بظعنهم ولا بقى عندي ولي
ومن القصائد التي كتبها المترجم له بالرثاء القصيدة التي أبن فيها سماحة العلامة الشيخ عبد الهادي يوسف يقول في مطلعها :
غَزى المــوت شيخاً كان للطهر موضعا
ففاضت له عـــين المــــدينة أدمعا
واوجـــــــع ناعيه الفــؤاد بشجوه
فأصبح داع الدين بالحزن قد دعا
وأحيا بقيـــع الــغرقد اليوم مأتما
وناعيه بالأحــــزان للناس قد نعا
وأضحى مروعا كل حي بطيبة
فقــد غــاب في الأجداث من كان أورعا
وأمست محــاريب الصلاة ثواكل
ومـــــن فقـــــده المنهاج أنا تــــوجعا
ومنـبر طرح الفقه أمسى ميتـما
ومـــــازال ينــــعى فيــــه ألفا ومفـــــزعا
ومن القصائد التي كتبها المترجم له بالرثاء أيضا قصيدة في رثاء الإمام علي الهادي (عليه السلام ) يقول في بعض أبياتها :
يــوم قضى الهـــادي بـه متجـرعا
سم الـــــزعـاف ودافـــه الأعداء
هادي الأئمـة قـد مضى وبقلبه
جمــــر بــه تتمــــزق الأمعـــــــاء
قـــد وزع السـمُّ النقيـعُ فـــــــؤاده
وتفطــرت بمصـــابـه الأحشـــــاء
قـــد مات مسمـوما وشُـقَّ لموتـه
جيـبُ السـماء وجلـــت الأرزاء
والعـــالم العــــلوي أمسـى باكــــيا
ونعـــــاه جــــبرائيل والأمنـــــاء
ومن القصائد التي كتبها المترجم له لطميه في رثاء الإمام الكاظم (عليه السلام ) يقول في بعض أبياتها :
ظل في سجن مظلم وطامورة شديدة
يمسي ويصبــح ويلي ابغــله أوحـــديده
ولو راد يشتم الهوا يرفل ابقيـــدة
ويلي يصفعه النغـــــل ويسب الـــزكية
اتضرع إلى الله مـــن سجــــن هـــــارون ينجيــه
ويخلصه مــن ها لعـــذاب اللي نزل بيــه
ولن المصيبة ها لعـــدو اللي غــدر بيه
غـــــاله بقعر السجن بسمـــوم خفيـــة
موسى قضى بالسجن وبرجله زناجيل
وسحبوه من ذاك الدرج بعض الرجاجيل
وشالوه بالذلة عـــلى أربع حمـاميل
ونادوا بسجنــه مات أمام الـــــرافضية
وأخر ما وصل إلينا من نتاج المترجم له أبوذية في رثاء الإمام الكاظم (عليه السلام) يقول في أبياتها :
علامة يحق للدين تتنكس أعلامة
للي كــان للعـــالم عــــلامة
وعـــلامة الظلم للكاظم عــــلامة
جرع بالسجن كاسات المنية
******
مـــا يـــــوم الــــدهر للآل بسم
يربي اعداهم ايصابون بالسام
قضوا ما بين مقتول وبالسم
بكت لجلة السمـــاوات العلية
مدائح أهل البيت :
ومن أبرز المدائح التي كتبها المترجم له في مدح الإمام الحجة ارواحنا لتراب مقدمه الفداء :
هذه المديحة القاها في احتفال ديني في النصف من شعبان عام ۱٤۲۷للهجرة في مولد خليفة الله وبقيته إمام العصر ، ارواحنا لتراب مقدمه الفداء .
وقد انطلق المترجم له في مديحته من الاحاديث الشريفه التي تؤكد حتمية تحقق الوعد الالهي بظهور المهدي الموعود لكي يملآ الارض قسطا وعدلا بعدما ملئت ظلما وجورا فهذا وعد الهي محال ان يخلف.
كما اشتملت هذه المديحة على بيان لطيف لهوية المهدي الموعود بنسبته الى اهل بيت النبوة المحمدية الذين نصت الاحاديث الشريفه بانهم كانوا انوارا محدقين بعرش الله قبل خلق ادم ( عليه السلام ) وحسب تعبير الحديث النبوي المشهور (كنت نبيا وادم بين الماء والطين)، فكان سجود الملائكه لادم (عليه السلام ) سجودا لصفوة الخلق محمد واله الطاهرين صلوات اله عليهم اجمعين لانهم علة خلقه. وهم الكلمات التي تاب الله بها على ادم والاسماء التي علمها عز وجل له قبل ذالك.
وفي هذه المديحة إشارات لطيفه الى ان محبة اهل بيت النبوة (عليهم السلام )
تعني محبة الفضائل التي تنجي المحب من الذنوب والمعاصي وتنقذه من تبعاتها
فتؤهله وتوفقه للتوبة والفوز بالألطاف الالهية الخاصه. حيث ذكر في بعض أبياتها مخاطبا مولانا إمام العصر ارواحنا لتراب مقدمه الفداء :
إني لحبــــــكم نــــــذرت قصــــــائدي
وبحبـــــــكم بين المــــــــلا اتــــشـــــرف
واليـــوم توقفني الجــــلالة خاضـــعا
من هيبة منها المــدامع تــذرف
وتعيـــدني الـذكرى لمـــولانا الــــذي
مـذ غـــاب والايام سود عجف
فـــلأنت يا خـــــير الأنـام مـــــواقف
وبــكل جــزء من حياتك موقف
في يوم مولدك الشريف تجسدت
للدين من هدي النبي الأحرف
ويتابع الأديب الولائي الأستاذ / عبد المطلوب الهاجوج مديحته المهدوية وخطابه لبقية الله وخليفته الامام المنتظر متشوقا لانتهاء غيبته وطالبا لتعجيل ظهوره وإنقاذ البشرية من الظلم والجور، قائلا :
حجبت عن الانظار طلعتك التي
بجمالها يشدو المحب ويهتف
عجـــل فداؤك انفس نــــذرت بان
تلقاك مذعنة وانت المنصف
لولا وجودك في الحياة لأصبحت
ايامنا نهبـــا لمـــن لا يعطف
ومن الشعراء الذين قرأ لهم في مدح أهل البيت الشاعر السيد رضا الهندي صاحب القصيدة الكوثرية :
أمُـفَـلَّـجُ ثَغْــــرِكَ أَمْ جَوْهَرْ
ورحيقُ رُضابِكَ أَمْ سُكَّــرْ
قـد قالَ لِثَــغرِكَ صــانِـعُـــهُ
إنَّا أعطيـــــناكَ الكــوثـــرْ
ومن الشعراء الذين قرأ لهم في مدح أهل البيت أيضا الشاعر المرحوم د/ محمد إقبال اللاهوري صاحب القصيدة المشهورة :
نَــسَـبُ الـمـسيـــــحِ بَـنـى لــــمـريمَ ســـيـرةً
بَقِيَتْ عـلـى طــولِ الـمَـدى ذِكـراهـا
والـمـجـدُ يُــشـرقُ مِـــنْ ثَـــلاثِ مَـطـالـعٍ
في مــهـــدِ فـاطـمــــةٍ فَــــمـا أعــلاهـا
هِيَ بنتُ مَنْ هِيَ زَوجُ مَنْ هِيَ أُمُّ مَــنْ
مَــــنْ ذا يُـــــــداني في الفَخـــــارِ أباها
ومن أبرز القصائد التي كتبها المترجم له في مدح أهل البيت ( عليهم السلام ) قصيدة :
أربعة في الشهر هذا ليالي أربعة
فليحيا شعبان حلو هذا الشهر
ومن الشعراء الذين قرأ لهم في مدح أهل البيت السيد الحميري في قصيدته المعروفة :
لأمِّ عـمرٍو باللِّوى مَربَعُ
طامسةٌ أعـــلامُهُ بلْـــقعُ
تروحُ عنه الطيرُ وحشيّةً
والأُسدُ من خِيفَتِه تَفْزَعُ
برسمِ دارٍ ما بها مؤنِسٌ
إلاّ صِـلالٌ في الثَّرى وقَّع
خاتمة :
تم بعون الله وحسن توفيقه الانتهاء من هذا المقال في اليوم السابع من شهر رجب الأصب لعام الف واربع مئة وست وأربعين من هجرة سيدنا محمد صل الله عليه وآلة وسلم .
تحميل ملف الأستاذ عبد المطلوب الهاجوج
بقلم
أ/ ناصر علي ناصر الصاوي