المنبر الحسيني وعوامل الراي العام
المنبر الحسيني عوامل الراي العام
يتاثر الراي العام الاسلامي بعوامل يتفاوت تاثيرها بتفاوت مستوى العقيدة – والزمان – والمكان والامة في العموم لكن توجد عوامل يكون تاثيرها عميقا في ضمير الامة وبالتالي الراي العام والعوامل التي تاثر في الامة هي :
* عامل الحضارة.
* عامل القيادة .
* عامل الحدث .
* الاشاعة والاشاعة المضادة.
– الحضارة : نعنى بالحضارة الاسلام بشرط توفي الامة الجديرة بحمل ثقل الاسلام روحا وفكرا وعقيدة ولا حضارة لامة ليس لها بناء راسخ في الايمان والعقيدة والفكر حتى وان كانت تمتلك كل العناصر المدنية والرقي .
– القيادة : القيادة في الاسلام تعني الالتفاف حول شخصية تمتلك مؤهل القيادة او العصمة ( النبوة والامامة ) او شخصية تمتلك الفكر والروح والعقيدة ( ولكنها لا تمتلك العصمة ) والامثلة على ذلك كثيرة (المراجع العظام – القادة السياسيين – الملتزمين ) والقيادة الروحية والفكرية متوفرة دائما في الامة لان خلو الامة من امام قائد يعني خلو الاسلام من حجة يحتج بها الله على المنحرفين يوم القيامة ، والقيادة هنا ليست وجاهة وانما هي اعلى درجة في سلم المسؤولية لذلك فان القيادة في الاسلام هي الانعكاس الحقيقي لمسؤولية المسلم امام الله سبحانه وتعالى ، والقيادة لها ابعاد جسيمة في توجيه الراي العام ، فالقيادة الناجحة قادرة على خلق راي موزون وقابلية استقرار عظيمة لدي الامة ( الامام السستاني) فهو القدوة المتبع فكيف اذا توفرت هذه الصفات في خطيب المنبر الحسيني المؤهل فكريا وعقائديا ونفسيا ذو الارادة الصلبة والصبر وقوة التاثير ( في رائي ان الخطيب الدكتور الوائلي – رحمه الله – امتلك الكثير من صفات القيادة المثالية في هذا الشان حيث استطاع الخروج بالمنبر الحسيني من ساحة الطائفية الى الساحة الاسلامية بل الانسانية ).
– الحدث:
ماتتعرض له الامة من احداث التي تخدش الاحساس وتمس الشعور وسرعان ما تخلق رايا كاسحا مثال على ذلك (( غزوات الرسول الاعظم – الحروب الصليبية – الحرب الاسرائلية العربية او الصراع الاسرائيلي العربي)) ومن الاحداث العظيمة التي احدثت جرحا عميقا في ضمير الامة لا يزال عنفوانه ثائرا وتاثيره باقيا في ضمير البشرية جمعاء التي لاترضى بالظلم والطغيان وتابى الضيم وتعشق الحرية والعدل نعني بها حادثة الطف (نهضة ابي الشهداء الامام الحسين -عليه السلام – الذي ثار ضد الظلم والطغيان حيث قدم حياته وحياة ابنائه وخيرت اصحابه فداء ودفاعا عن العقيدة والسنة المطهرة التي حاول نظام جاهلي فاسد طمسها والقضاء عليها فكان دمه الطاهر عنوانا ومنارا للاحرار في كل زمان ومكان .
– الاشاعة والاشاعة المضادة :
الاشاعة هي النباء الهادف الذي يكون مصدره مجهولا ومن سماتها سرعة الانتشار وانها ذات طابع استفزازي او هادي حسب طبيعة ذلك النباء والاشاعة الناجحة هي تلك التي تحتوي على جزء من الحقيقة هذا الجزء الذي يكون النواة الاساسية لبناء الاشاعة وانتشارها، وتنتشر الاشاعة في الاوساط التي تعاني كبتا فكريا واجتماعيا حيث تقل مصادر الانباء الحقيقية وتستثمرالاشاعة في هذا الوسط لخدمة اهداف معينة وقد استخدم الامويون الاشاعة بقوة وشكل مستمر لخدمة اهدافهم كلعن الامام علي وشتمه واختلاق الاحاديث لذمه كقول عمرو بن العاص سمعت رسول الله –صلىالله عليه واله وسلم – يقول :ان ال ابي طالب ليسوا لي باولياء انما ولي الله وصالح المؤمنين ، وقول معاوية للمغيرة بن شعبة (لاتترك شتم علي وذمه والترحم على عثمان والاستغفار له ) كوسيلة لتحطيم مصادر الاخبار الاساسية وتمزيق معنويات الطرف المقابل وزعزعت ثقته بنفسه ، واستعمال الامويين لتحقيق اغراضهم الكثيرمن الشعراء والمحسوبين على الصحابة في الترويج لتلك الاشاعات والاكاذيب عن ال البيت الطاهر الا ان الائمة –عليهم السلام – كانوا على معرفة بما يخطط له الامويون وعملوا على دحض ما اثير من اشاعات واستغلال كل المناسبات والفرص لكشف وتعرية الحكم الاموي الجائر والتاريخ مليء باخبارهم – عليهم السلام – في هذا المجال . وفي العصور المتاخرة استخدم المنبر الحسيني كاحد اهم وسائل الاتصال الجماهيري في توصيل هذه المعارف والاخبار التى كان يدعو لها الرسول – صلى الله عليه واله وسلم .
قوى تحريك الراي العام :
– اولا : مفهوم القوى الخارجية :
وهنا نعنى بها الدعاة المسلمين ( التجار واصحاب المصالح التجارية من المسلمين – الطلبة المسلمين في الخارج – العمال المسلمين في الخارج ) وفي هذا المجال يمارس النجف الاشرف والمؤسسات الدينية التي تناصر ال البيت دورا مميزا وفعالا في الحفاظ على العقيدة وتعاليم ال البيت من خلال ارسال الدعاة المؤهلين علميا وفكريا وثقافيا وتربويا الى شتى بلدان العالم للقيام بامور الدعوة الى الاسلام والامربالمعروف والنهي عن المنكر والنصح والارشاد من خلال المنبر الحسيني ووسائل الاتصال الاخرى . والاحديث عن القوى الخارجية الاسلامية التي تحرك الراي العام يقصد منه المثقفون الحقيقيون الذين ياخذون الفكر والثقافة لا للترف وانما للتطبيق مع كشف واظهار ما قام به النبي الاعظم وال بيته الاطهار وصحابتهم المنتجبين من ادوار كانت تمثل الاسلام الحقيقي .
– ثانيا: مفهوم القوى الداخلية :
نعنى بهم عصبة من المؤمنين يمتلكون الكلمة بها يجاهدون وبها يطرحون المفاهيم وبهم يهدي الله اناسا ضالين .
ويشترط في هؤلاء ان يتصفوا بالصفات التالية:
1) فهمهم لمتطلبات الحياة المعاصرة ( اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وروحيا وفكريا).
2) ان يعرف الفرد منهم مع من يتعامل وباي لغة (وقد يكون التعامل مع الامة الجاهلة اصعب). وفي الختام نصل الى ان قراءة تجربة المنبر الحسيني ودوره في الحفاظ على النهضة الحسينية يؤدي للوصول بالراي العام الى ان نتائج حركة الامام الحسين واصحابه (ع) ادت الى تحطيم الواجهة الدينية التي تختفي وراءها السلطة الظالمة والحكام الطغاة وان الامام الحسين وال بيته قد سن للمسلمين نهجا جديدا هو : الضحية بالنفس في سبيل الحفاظ على بيضة الدين القويم ونحن نسمع صوته مدويا يقول : اذا كان دين محمد لم يستقم الا بقتلي فيا سيوف خذيني وقوله عليه السلام : (ايها الناس ان رسول الله – ص- قال: من راى سلطانا جائرا مستحلا لحرام الله ناكثا عهده مخالفا لسنة رسول الله يعمل في عباد الله بالاثم والعدوان فلم يغير عليه بفعل ولا قول كان حقا على الله ان يدخله مدخله …) وقد ورد عن الرسول صلى الله عليه واله وسلم : افضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر .
كاتب / يوسف ناشي
سبق نشره بتاريخ 6/5/2008م
جماد الاولى 1429هـ